أسدل الستار أيام 9 و10 ماي بمدينة الثقافة على مشروع 'تفنن تونس الابداعية' وهو مشروع ثقافي ساهم بالنهوض بالقطاع وعمل على دعم الثقافة بالمناطق الداخلية للبلاد وخلق شبكة في مختلف ولايات الجمهورية لدعم وتعزيز هياكل وزارة الثقافة بدعمها ماديا و تقنيا.
ساهم هذا المشروع في دعم أكثر من 100 مشروع في مختلف الولايات التونسية واحتفل باختتام فعالياته بأنشطة ثقافية، عروض وندوات تواصلت على مدى يومين بمدينة الثقافة تونس.
وقد انطلق نشاط اليوم الأوّل بمسرح المبدعين الشبان، بلقاء تم خلاله تبادل تجارب المشاركين في هذا المشروع والقائمين على تفاصيله لدراسة مختلف النقاط أو التقاطعات بين مختلف المشاريع في ميادين متعددة.
كما جمع بهو مدينة الثقافة عدد من عروض فنون الفرجة في '' فواصل '' مع الشارع فن وتحدث سفيان ويسي أحد مؤسسي الشارع فن لموزاييك عن أهمية دعم العروض الفنية في إشارة إلى الصعوبات التي تعترض الفنان في بداية خلق مشروعه الفني والطاقة التي يحرص على إضفائها وقال في نفس الإطار أن العروض المجانية التي أُقيمت شأنها تقريب المواطن من أفكار المشاريع ومن صانعيها.
وكان للجمهور موعد مع عرض بريق لسيف بالنية وأنيس بصيلة وسامي الغربي بمسرح الجهات بمدينة الثقافة ،عرض موسيقي كانت خطواته الأولى في إطار ''أبدع الآن '' ضمن مشروع تفنن، حملنا إلى عوالم الموسيقى الآلتية، بين العود والقانون والفيولونسال، في مزيج بين مراجع العازفين على الركح وبحث في موروثنا العربي.
واختتمت فعاليات اليوم الأوّل بفنون الفرجة في فقرات أخرى مع أسامة منشاوي، فريال الزواري، محمد أمين حمودة وبشرى الطبوبي.
أمّا اليوم الثاني، فقد استهل نشاطه مع Innov'i وهو لقاء جمع عدد من اصحاب المشاريع الناشئة وولوج إلى عالم ريادة الأعمال، اختلفت أفكار المشاريع وكان موعدا لتبادل الخبرات والتجارب كما تم الحديث عن محاور احتضان المشاريع الناشئة وأهمية التأطير وتلى هذا اللقاء عدد من العروض المدعومة من قبل مشروع تفنن لمشاركة عروضهم الفنية على الركح.
وتواصلت العروض المجانية في إطار '' فواصل '' هي بدايات أفكار مشاريع اختلفت فيها الرؤى والمضامين وكان الحلم هو الرابط المشترك بينهم، فبين عرض عازف الكمان كمال الشريف الذي سافر بنا إلى ''الأرض '' في عرض موسيقي توعوي بمخاطر ما تتعرض له الطبيعة و''بوتليس '' ليوسف مكسي الذي أخذنا في عرض '' صولو '' وتماهى مع آلاته على الركح ليعبّر عن أفكار وهوس ليلي ربّما يشترك فيه العديد.. كان الرابط هو حلم كلاهما بإيصال أصواتهم بالموسيقى ومشاركة أفكارهم مع الحاضرين.
وكان للرقص نصيب من الحلم، في عرض لأميمة البحري وجهاد الخميري، اللذان عملا على مشروع فرجوي ''للشارع '' حركات الجسد ورمزية الأفكار في فنون الفيديو، ومن جهته حاول وائل مرغني أن يلخص ''30 سنة '' في عرض بعشر دقائق تتالت فيه الأفكار وتمازجت بين ما عايشه كشاب تونسي من أحداث وواقع اجتماعي واقتصادي وفني ..
بين عروض وندوات، كان اختتام مشروع سعى إلى دعم مشاريع ثقافية وصقل أفكار عديدة ومتجددة وأسدل ستاره مع عرض 24 عطر لمحمد علي كمون، تونس في 24 عطر، واختلفت العطور الموسيقية بين المزود والبدوي والحضرة والانشاد والموسيقى الاندلسية وموسيقى المالوف ونغمات مختلف الجهات التونسية في حلة طرزها 60 موسيقي على الركح وزينها الرقص والصور التي صاحبت مختلف المشاهد الموسيقية في العرض.
عرض جمع تراث موسيقي هام وساهم مشروع تفنن في توثيقه من خلال فيلم وثائقي وكتاب وألبومات خزنت موروثنا الشفوي.
واختتم مشروع تفنن تونس الإبداعية ولكنه انطلاقة لـ100 مشرع فني سيفتتح رحلته مع الابداع.