أفادت رئيسة الجمعية التونسية لطب القلب وجراحة القلب والشرايين ليليا زخامة، اليوم الأحد بالمستشفى المحلي بالتضامن من ولاية أريانة، أن تونسيا واحدا على ثلاثة يعاني من ارتفاع ضغط الدم أي ما يعادل حوالي ثلاثة ملايين تونسي من فئة الكهول، ولا يعلم الثلثان منهم أنهم مصابون بهذا المرض الذي وصفته ب"الصامت".
وشددت زخامة في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء خلال يوم مفتوح لتقصي مرض ارتفاع ضغط الدم انتظم على هامش الاحتفال باليوم العالمي لهذا المرض الموافق ليوم 17 ماي من كل سنة، على أهمية التقصي المبكر لمرض ارتفاع ضغط الدم، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الجمعية التونسية لطب القلب وجراحة القلب والشرايين توصي بقياس ضغط الدم لكل شخص بلغ سن 18 سنة، على أن يصبح التقصي اجباريا بداية من سن 30 سنة.
وأوضحت أن قياس ضغط الدم يعتبر عاديا إذا كان أقل من 12 على 8، وعلى من لديه هذه النسبة أن يعيد قياس ضغطه كل خمس سنوات وإذا اتضح أن ضغطه بين 12 و13 يصبح لزاما عليه قياس ضغطه كل ثلاث سنوات، على أن يصبح قياس الضغط سنويا إذا كان معدله بين 13 و14.
ونبهت إلى أن تسجيل قياس ضغط الدم في حدود 14 على 9 ينذر بالخطر ويستدعي الاتصال بطبيب مختص للتثبت من إمكانية الاصابة بمرض ضغط الدم.
وتم خلال هذا اليوم التحسيسي الذي يتزامن أيضا مع ثلاثينية إحداث المستشفى المحلي بالتضامن، الإعلان عن انطلاق برنامج نموذجي للتعهد الرقمي بمرضى ضغط الدم بمنطقة حي التضامن المنيهلة.
وأوضحت الدكتورة ليليا زخامة في هذا الصدد أن هذا البرنامج "يهم أربعة مستوصفات وهي مستوصفات كل من حي 18 جانفي والبساتين والتضامن والمنيهلة بالدائرة الصحية التضامن المنيهلة".
وأضافت أنه سيتم بموجب هذا البرنامج تجهيز هذه المستوصفات بالمعدات الإعلامية اللازمة لرقمنة علاج ارتفاع ضغط الدم، مشيرة إلى أنه تم في هذا الاطار اقتناء 20 حاسوب وآلات الكترونية لقياس ضغط الدم ومعدات أخرى.
كما تم تكوين 18 طبيبا وممرضين وأخصائيي تغذية لمعالجة مرضى ضغط الدم بالطريقة المثلى طبقا للتوصيات التونسية التي حددتها الجمعية مع المنظمة الوطنية للاعتماد في مجال الصحة.
وتم في هذا الصدد، حسب المتحدثة، وضع دليل لعلاج المرض لتطبيقه بحذافيره بعد توفير كل الإمكانيات اللوجستية والتكوين اللازم للاطار الطبي لمتابعة المرضى بالطريقة المثلى ومحاولة توفير الأدوية وآلات قياس الضغط لمدة 24 ساعة وكل ما يلزم لتشخيص هذا المرض ومعالجته وتجنب مضاعفاته المتمثلة خاصة في الجلطات الدماغية والقلبية والقصور القلبي والكلوي والخرف المبكر.
ومن جهتها أفادت أستاذة أمراض القلب والشرايين وأمينة مال الجمعية التونسية لطب القلب وجراحة القلب والشرايين عفاف بن حليمة أن كلفة البرنامج النموذجي للتعهد الرقمي بمرضى ضغط الدم بجهة حي التضامن المنيهلة تبلغ حوالي 200 ألف دينار ساهمت فيها إلى جانب الجمعية عدة مخابر لصناعة الأدوية بالأموال والتجهيزات.
وواكب وزير الصحة على المرابط فعاليات انطلاق المشروع النموذجي للتعهد الرقمي بمرضى ضغط الدم بجهة حي التضامن المنيهلة مثمنا النجاحات الطبية التي تحققت في تونس في مجال معالجة الأمراض والتوقي منها.
وتواصلت فعاليات اليوم المفتوح لتقصي مرض ارتفاع ضغط الدم بمستشفى التضامن وسط إقبال متوسط، وبتنظيم ورشات لتقصي مرض ضغط الدم والقلب وللتحسيس والتثقيف والتوعية بأهمية التوازن الغذائي وتعاطي الرياضة للمصابين بهذا المرض ولغير المصابين به بالإضافة إلى مسابقات لجميع الأعمار.