وفاة الاستاذ فاضل جلولي بطربقة مؤلمة بسبب تنمر التلاميذ عليه في الفيس بوك Video Streaming
تحدثت الإعلامية جيهان ميلاد، عن قضية أستاذ التربية الإسلامية بالمهدية، الذي تووفـ ـي مؤخراً في ظروف أثارت جدلاً واسعاً. وعلّقت على آخر نتائج التحقيقات الأمنية، التي أظهرت أن مجموعة من التلاميذ قاموا بتصوير الأستاذ وهو يركض خلفهم بعد تصرفات غير لائقة قاموا بها تجاهه، مما أدى إلى تدخل الأمن عقب شكايات من أولياء الأمور وتوجيه استدعاء للأستاذ، ثم تأزمت حالته النفسية.
وأشارت الإعلامية إلى وجود حالة من الانفلات الأخلاقي المقلقة لدى عدد من التلاميذ في تونس، مستفسرة عن دور الأولياء في متابعة سلوك أبنائهم. وعبّرت عن استيائها من استغلال الحرية بشكل خاطئ، مما أدى إلى تعدٍّ على حرمة المؤسسات التربوية. كما أكدت أن الأساتذة أصبحوا يشعرون بالخوف من تصرفات بعض التلاميذ، معتبرة أن حادثة أستاذ المهدية تعكس وضعاً خطيراً يهدد استقرار المنظومة التربوية، ويستدعي تحركاً عاجلاً لمعالجة هذا الانحدار قبل أن يتفاقم أكثر فأكثر.
توفي مساء اليوم الأستاذ فاضل جلولي، وهو أستاذ تربية إسلامية يعمل بأحد معاهد معتمدية الشابة في ولاية المهدية، عن عمر يناهز 50 عامًا، بعد أن أقدم على إضرام النار بجسده يوم أمس في مقر سكناه. وأفادت مصادر أمنية أن الأستاذ نقل إلى المستشفى الجامعي الطاهر صفر بالمهدية لتلقي العلاج، إلا أنه فارق الحياة متأثرًا بجروحه البليغة.
تفاصيل الحادثة
وفقًا للمعلومات الأولية، يُعتقد أن الحادثة وقعت نتيجة تعرض الأستاذ فاضل جلولي لتنمر واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض التلاميذ، مما دفعه إلى اتخاذ هذه الخطوة المأساوية. وقد أثارت الواقعة صدمة كبيرة في صفوف الأسرة التعليمية والمجتمع المحلي.
إجراءات التحقيق
Video Streaming
أذنت النيابة العمومية بالمهدية بفتح تحقيق في الحادثة لتحديد ملابساتها والوقوف على الأسباب التي أدت إلى وفاة الأستاذ. كما سيتم النظر في مدى تورط الأطراف المسؤولة عن التنمر الذي يُعتقد أنه كان الدافع الرئيسي وراء الحادثة.
ردود الفعل
أثارت وفاة الأستاذ فاضل جلولي موجة من الغضب والحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من النشطاء عن استنكارهم لظاهرة التنمر الإلكتروني، مطالبين بضرورة وضع حد لهذه السلوكيات التي تؤثر بشكل سلبي على الأفراد، خاصة العاملين في قطاع التعليم الذين يتحملون ضغوطًا كبيرة.
كتب أحد المستخدمين: "الأستاذ الذي كرس حياته لتعليم الأجيال يستحق الاحترام، وليس التنمر والسخرية. ما حدث هو جريمة بحق الإنسانية". وأضاف آخر: "هذه الحادثة تدق ناقوس الخطر حول التأثير المدمر للتنمر الإلكتروني. يجب أن تتحرك السلطات لوضع قوانين صارمة".
Video Streaming
ظاهرة التنمر الإلكتروني وتأثيرها
تُعد التنمر الإلكتروني مشكلة متزايدة في المجتمعات الحديثة، خاصة مع الانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي. ويتسبب هذا النوع من التنمر في أضرار نفسية وجسدية جسيمة للأشخاص المستهدفين، مما قد يؤدي في بعض الحالات إلى قرارات مأساوية كالتي حدثت مع الأستاذ فاضل.
دعوات للتضامن والإصلاح
طالبت نقابات التعليم والجمعيات الحقوقية بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم الأساتذة وحمايتهم من الضغوط النفسية والاجتماعية التي يتعرضون لها. كما شددت على أهمية تعزيز التوعية حول مخاطر التنمر الإلكتروني وفرض رقابة مشددة على سلوكيات التلاميذ داخل وخارج المؤسسات التعليمية.
وفاة الأستاذ فاضل جلولي تُعد خسارة كبيرة للمجتمع التعليمي ولأسرته التي فجعت برحيله. كما تسلط هذه المأساة الضوء على الحاجة إلى معالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى هذه الحادثة، وضمان بيئة آمنة ومحترمة لكل العاملين في مجال التعليم. إنا لله وإنا إليه راجعون.
Video Streaming